فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. (مت ١٥:٩)
“الصوم يلد الأنبياء ويشجع الرجال الأشداء. الصوم يجعل المُشرِعون حكماء، هو حماية للنفس والرفيق الأمين للجسد، هو الدرع للبطل ، والتدريب للرياضيين “– باسيل أسقف قيسارية (٣٣٠- ٣٧٩م)
“الصوم. . . يفتح الطريق أمام سكيب الروح وترميم بيت الله. الصيام في هذا العصرهو في إنتظار عودة العريس الغائب. قريباً سيكون هناك صرخة في منتصف الليل “هوذا العريس أخرجوا للقائه” حينئذ سيكون الصيام والصلاة بعد فوات الأوان.. الوقت هو الآن” من كتاب: الصوم الذى يختاره الله – آرثر واليس
كان هناك إنبعاث للصوم في العقود الأخيرة ، كما يدعو الله الناس أن يكون الصوم بطريقة منتظمة جزء طبيعي من الحياة المسيحية. يجب علينا أن نعد أنفسنا بشكل كاف بحيث يكرم الصوم الله ويحقق الغرض منه وفيما يلي نظرة عامة من الكتاب المقدس ومبادئ توجيهية للصوم بطريقة حكيمة لتشجيعك.
الصوم هو أمر كتابى
ممارسة الصوم بطريقة منتظمة كسلوك مسيحي طبيعى عَلمهُ يسوع فى (مت ١٦:٦-١٧ ، ١٥:٩) ، وتم ممارسته فى الكنيسة الأولى (أع ٢:١٣) ، وكان سلوك منتظم للمؤمنين طوال تاريخ الكنيسة. ممارسة الصوم في الكتاب المقدس عادة ما يشمل ولا ينحصر على الإمتناع عن الطعام (دا ٣:١٠) ، ويمكن أن يُمارس لفترات مختلفة ، وعادة لمدة لا تزيد عن بضعة أيام في كل مرة.
الإمتناع عن جميع أنواع الطعام لفترات طويلة من الوقت هو الكتابى أيضاً، ولكنه أمر نادر وغير معتاد في الكتاب المقدس (خر ٢٨:٣٤، ١مل ٥:١٩-٨؛ لو ٢:٤) ، وبالتالي لا ينبغي الإعتداد به من دون اللجوء للمشوره والإشراف المناسب . المعيار نفسه ينطبق على اى صوم مُطلق لأى مدة (مثل صوم استير بدون طعام أو ماء – اس ١٦:٤). المدة القصوى للصوم للبالغين دعمها الكتاب المقدس هى أربعين يوماً بدون طعام، لذكور بالغين في صحة جيدة ، وثلاثة أيام بدون ماء. الكتاب لا يتحدث عن إشراك الأطفال في الصوم بدون طعام.
الصوم دائماً طوعية
على الرغم من أنه يجوز للقادة الروحيين دعوة آخرين للإنضمام الى صوم جماعي ذو هدف محدد ولوقت محدد ، لا يمكن أبداً أن يكون الصوم إجبارياً أو إلزامياً. في ضوء ذلك ، ليس الصوم شرط إلزامي للإنضمام لجماعة الخدمة أو مجتمع بيت الصلاة العالمى بكانساس سيتى، ولكننا نُروج ونُشجع على الصوم على أنه وسيلة مُثبته كتابياً وتاريخياً للحصول على نعمة الله في سياق الإلتزام بالصلاة والكلمة المقدسة (يوئ ١٥:٢). المستوى الذي يشارك به الشخص فى الصوم لا سيما بالنسبة للإمتناع عن طعام، ينبغي أن يُحدد وفقاً للسن وفيما يتعلق بأي من المعوقات البدنية أو الصحية للشخص. هؤلاء الذين يُعرف أو يُشتبه فى العجز أو المرض العضوى، أو من لهم تاريخ مع إضطرابات فى الطعام ، ولا ينبغي أبداً الإشتراك فى صوم إلا تحت إشراف طبيب مؤهل. أما عن الحوامل والمرضعات لا ينبغي الصوم بالإمتناع عن الطعام أو المشروبات لأنها قد تؤثر سلبياً على صحة ونمو الطفل وعلى الصحة العامة الخاصة بهم.
القصر والأطفال
كذا لا يُشجع القُصْر على الصوم بدون طعام ويجب ألا يشتركوا فى صوم بدون موافقة وتحت مراقبة الوالدين. نشجع القُصْر الذين يرغبون في الإشتراك فى الصوم على الإمتناع من الإشياء غير الطعام، مثل التلفزيون والأفلام وتصفح الإنترنت ، وغيرها من ألعاب الفيديو الترفيهية. إذا كان المراهقين الأكبر سناً يريدون الصوم عن الطعام تحت إشراف والديهم نشجعهم على استخدام العصير والمشروبات الغنية بالبروتين حفاظاً على صحتهم.
الصوم بإنتظام
المشاركة في الصوم المنتظم كنمط للحياة يتطلب إتباع أسلوب حياة صحي فى باقى الإيام التى تكون بدون صوم ، وينبغي أن يشمل ممارسة الرياضة والغذاء الصحى. “حياة الصوم” هو أسلوب حياة منضبطة ، ونكون فيها وكلاء على أجسادنا وعلى أوقاتنا فى حكمة ومثابرة. الصيام ليس فقط الإمتناع ، بل هو عملية تبادل، فيه الإمتناع عن بعض الأمور من أجل “وليمة” على كلمة الله والصلاة ، حيث وفرة النعمة تكون أكثر يسراً وإتاحه لنا. عندما يؤخذ بهذا النوع من الإلتزام ، يُسهل حياة الصوم بطريقة منتظمة على المدى الطويل ، كما كان لدانيال ورفقاؤه (دانيال ١).
فوائد الصوم
بينما التأثير الجسدى للصوم أمر الصعب و حقيقي ، إللا فإن فوائد الصوم الروحية لا يمكن إنكارها. أي صوم نقوم به يجب أن يكون بقلب كامل وفى حكمة روحيه في التعامل مع أجسادنا المادية ويجب علينا أن نحسب النفقة بأمانة ونحترم “الجسد” الذى هو هيكل للروح القدس. سواءاً بالمشاركة أو بالإمتناع ينبغي أن يكون كل شيء لمجد الله.
الإعداد البدني لصوم الذي يمتد أكثر من يومين